الخطاب) ؟ فلم يجيبوه. ولم يسأل إلا عن هؤلاء الثلاثة لعلمه وعلم قريش أن قيام الإسلام بهم. فقال:(أما هؤلاء فقد كفيتموهم) ... فلم يتمالك عمر أن أجاب:(يا عدو الله! إن الذين ذكرتهم أحياء وقد أبقى الله لك ما يسوؤك، وإن محمدا يسمع كلامك الآن) ... فقال أبو سفيان:(يوم بيوم بدر والحرب سجال) . ثم جعل يرتجز ويقول:(أعل هبل ... أعل هبل) ! فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: (ألا تجيبونه) ؟ قالوا:(يا رسول الله بماذا نجيبه) ؟! قال:
(قولوا: الله أعلى وأجل) . قال أبو سفيان:(لنا العزّى ولا عزى لكم) ! فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: (ألا تجيبونه) ؟! فقالوا:(وبماذا نجيبه) ؟ فقال:
(قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم) .
ولما انصرف أبو سفيان بن حرب ومن معه نادى:(وإن موعدكم بدر للعام القابل) .
فقال النبي صلّى الله عليه وسلم لرجل من أصحابه:(قل نعم! هو بيننا وبينك موعد) .
عاد المشركون أدراجهم الى مكة، فلما وصلوا الى موضع (الروحاء)«٣»
(١) - تحسونهم: تستأصلونهم بالقتل. قال ابن هشام: الحس: الاستئصال، يقال: حسست الشيء: أي استأصلته بالسيف وغيره. أنظر سيرة ابن هشام ٣/ ٦٦. (٢) - الآية الكريمة من سورة آل عمران ٣: ١٥٢. (٣) - الروحاء: موضع بالقرب من حمراء الأسد، وهذه على طريق المدينة- مكة، وتبعد عن المدينة ثمانية أميال.