عنه الرسول صلّى الله عليه وسلم، فأدخل ابن أبي يده في جيب درع الرسول صلّى الله عليه وسلم، فتغير لون النبي صلّى الله عليه وسلم وقال له:(أرسلني) ! وغضب حتى رأوا لوجهه ظللا.
ألح ابن أبي في رجائه قائلا:(والله لا أرسلك حتى تحسن في مواليّ:
أربعمائة حاسر «١» وثلاثمائة دارع «٢» قد منعوني من الأحمر والأسود، تحصدهم في غداة واحدة، إني والله امرؤ أخشى الدوائر) ...
فقال الرسول صلّى الله عليه وسلم:(هم لك على أن يخرجوا من المدينة ولا يجاوروننا بها) .
وسار بنو قينقاع تاركين وراءهم السلاح وأدوات الذهب الذي كانوا يصوغونه حتى بلغوا (وادي القرى)«٣» ، وبقوا هناك زمنا ثم احتملوا ما معهم وساروا صوب الشمال حتى بلغوا (أذريعات)«٤» ، على حدود الشام وبها أقاموا ولم يبقوا فيها طويلا حتى هلك أكثرهم، وبذلك تخلّص المسلمون من هذا (الرتل الخامس) الذي كان يعيش بين ظهرانيهم، فينقل أخبارهم ويكشف أسرارهم لأعدائهم المشركين.
[فرض الحصار الاقتصادي على قريش]
(راجع الملحق- د)
١- غزوة بني سليم:
أ- قوات الطرفين:
أولا- المسلمون:
دورية قتال بقوة مائتي راكب وراجل بقيادة الرسول صلّى الله عليه وسلم.
(١) - الحاسر: الذي لا درع له. (٢) - الدارع: لابس الدرع. (٣) - وادي القرى: موضع جنوبي خيبر وبين المدينة المنورة وخيبر. (٤) - أذريعات: موضع كائن في منطقة شرقي الأردن حاليا بين أجنادين والشام.