وفي أخرى عند أحمد وابن أبي عاصم وابن أبي شيبة: قال رجل يا رسول الله: أرأيت إن جعلت صلاتي كلها عليك؟ قال:«إذن يكفيك الله تبارك وتعالى ما أهمك من دنياك وآخرتك» ، وأخرجها البيهقي بسند جيد، لكن فيه إرسال «١» .
وفي أخرى: أن رجلا قال: يا رسول الله؛ أجعل لك ثلث صلاتي عليك؟ قال:«نعم إن شئت» قال: الثلثين؟ قال:«نعم» ، قال:
فصلاتي كلها؟ قال صلى الله عليه وسلم:«إذن يكفيك الله ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك» ، وفي إسنادها راويان ضعفهما الجمهور، لكن الهيثمي كالمنذري حسّنا الحديث لشواهده «٢» .
وفي أخرى: أجعل شطر صلاتي دعاء لك؟ قال:«نعم» ، قال:
فأجعل صلاتي كلها دعاء لك؟ قال صلى الله عليه وسلم:«إذن يكفيك الله همّ الدنيا والآخرة»«٣» .
وفي أخرى:«أتاني آت من ربي فقال: ما من عبد يصلّي عليك صلاة..
إلا صلّى الله عليه بها عشرا» ، فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله؛ أجعل لك نصف دعائي؟ قال:«ما شئت» ، قال: الثلثين؟ قال:«ما شئت» ، قال: أجعل دعائي كله لك؟ قال:«إذن يكفيك الله همّ الدنيا والآخرة»«٤» ، وأفادت- وإن كانت مرسلة أو معضلة- التصريح بأن المراد بالصلاة في الأحاديث السابقة: الدعاء؛ فلا يحتاج إلى تأويل.
والمعنى: إني أكثر الدعاء، فكم أجعل لك من دعائي صلاة عليك؟
(١) أخرجه أحمد (٥/ ١٣٦) ، وابن أبي شيبة (٧/ ٤٤١) ، والبيهقي في «الشعب» (١٥٨٠) . (٢) أخرجه الطبراني في «الكبير» (٤/ ٣٥) ، وانظر «الترغيب والترهيب» (٢/ ٤٩٩) ، و «مجمع الزوائد» (١٠/ ١٦٣) . (٣) أخرجه ابن أبي عاصم في «الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم» (٥٩) . (٤) عزاه الإمام السخاوي في «القول البديع» (ص ٢٥٨) لإسماعيل القاضي.