ضمن قصيدة طويلة له تزيد على الثمانين بيتًا قالها بعد بعثة الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
قال ابن إسحاق:"فلما خشي أبو طالب دهماء العرب أن يركبوه مع قومه، قال قصيدته التي تعوذ فيها بحرم مكة وبمكانه منها، وتودد في أشراف قومه، وهو على ذلك يخبرهم وغيرهم في ذلك من شعره أنه غير مُسْلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا تاركه لشيء أبدًا حتى يهلك دونه، فقال: ... وذكر القصيدة. قال ابن هشام: هذا ما صحّ لي من هذه القصيدة، وبعض أهل العلم بالشعر ينكر أكثرها"(١٣).
قال ابن كثير بعد أن أورد القصيدة:"هذه قصيدة عظيمة بليغة جدًا لا يستطيع يقولها إلا من نسبت إليه وهي أفحل من المعلقات السبع، وأبلغ في تأدية المعنى فيها جميعًا"(١٤).
قال الإِمام البخاري -رحمه الله- في كتابة الاستسقاء من صحيحه:"باب سؤال الناس الإِمام الاستسقاء إذا قحطوا": حدثنا عمرو بن علي .. قال:(ابن دينار) سمعت ابن عمر يتمثل بشعر أبي طالب:
وهو قول أبى طالب. قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- بعد ذكره مناسبة الأحاديث لترجمة الباب: وأوضح من ذلك ما أخرجه البيهقي في (الدلائل)(١٥) من رواية
(١٣) الروض الأنف (٣/ ٦٣). (١٤) البداية والنهاية (٣/ ٥٧). (١٥) ٦/ ١٤١ وفي سنده غير مسلم الملائي أحمد بن راشد (في الدلائل: رشيد) بن خثيم اتهمه الذهبي في الميزان باختلاق حديث في ذكر بني العباس (١/ ٢٣٣) لكنه ليس هذا الحديث.