قال الشنقيطي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: "وقوله: {لَا يَفْقَهُونَ} الفقه في لغة العرب معناه: الفهم والإدراك، أي: لا يفهمون بهذه القلوب عن الله؛ لأن الله لم ينفعهم بها … كما قال:{فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ}[الأحقاف: ٢٦]، ونفيه الفقه عن القلوب يدل كما ذكرنا مرارًا على أن مركز العقل هو القلب، لا الدماغ كما يقوله الإفرنج (٤)، ومما يؤسفنا أن عامة المسلمين لا يكاد في الوقت الحاضر -لجهلهم- يختلف من عامتهم اثنان في أن العقل في الدماغ ..
(١) تفسير الرازي (٢٣/ ٢٣٣ - ٢٣٤) مع تصرف يسير، مفاتيح الغيب للفخر الرازي، دار إحياء التراث العربي بيروت، ط ٣، ١٤٢٠ هـ. (٢) ينظر: العذب النمير (٤/ ٤٠). (٣) تفسير القرطبي (١/ ١٨٩). (٤) جيل من الناس يسكنون أوروبا كما في المعجم الوسيط (١/ ٢١) مادة (أفر)، وهو اسم أطلقه العرب على الأوروبيين بعد الحروب الصليبية في الشرق. ينظر: معجم اللغة العربية المعاصرة (١/ ١٠٢) للدكتور أحمد مختار عبد الحميد ومعه فريق عمل، عالم الكتب، ط ١، ١٤٢٩ هـ.