والتوسل من الوسيلة وهي: القربة والطاعة، وما يتوصّل به إلى الشيء، ويتقرب به إليه (١)، قال الراغب:((الوسيلة: التوصل إلى الشيء برغبة، وهي أخص من الوصيلة لتضمنها لمعنى الرغبة)) (٢).
قا ل اللَّه تعا لى:{اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}(٣).
ومعنى قوله تعالى في هذه الآية الكريمة:((أي تقربوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه)) (٤).
وأول هذه الأنواع في التوسلات وأعظمها وأفضلها: التوسل إلى اللَّه تعالى بأسمائه الحسنى، وصفاته العُلا، قال تعالى:{وَلِلَّهِ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}(٥).
وهو أن يقدم الداعي اسماً من أسمائه الحسنى ما يناسب المطلوب: كأن يقول: يا رحمن ارحمني، يا غني اغنني، يا غفور اغفر لي، أو أن يتوسل بالأسماء الحسنى المضافة، كأن تقول: ارزقني يا خير الرازقين، ارحمني يا أرحم الراحمين، ومثل ذي الجلال والإكرام، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أَلِظُّوا بِيَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ)) (٦).
(١) النهاية في غريب الحديث، ص ٩٧٢. (٢) مفردات ألفاظ القرآن، ص ٨٧١. (٣) سورة المائدة، الآية: ٣٥. (٤) تفسير ابن كثير، ٢/ ٧٦. (٥) سورة الأعراف، الآية: ١٨٠. (٦) مسند أحمد، برقم ١٧٥٩٦، وسنن الترمذي، برقم ٣٥٢٤، وتقدم تخريجه.