الإمام أحمد: فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - إليّ بأبي وأمي، فلم يسبّ، ولم يؤنّب، ولم يضرب (١).
فقد أثّر هذا الخلق العظيم في حياة الرجل (٢).
[٥ - موقفه - صلى الله عليه وسلم - مع معاوية بن الحكم:]
عن معاوية بن الحكم السلمي - رضي الله عنه - قال: بينما أنا أصلي مع رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك اللَّه! فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إليَّ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمتونني، لكني سكت، فلما صلى رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه، فواللَّه ما كهرني (٣) ولا ضربني ولا شتمني، قال:((إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن))، أو كما قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -.
قلت: يا رسول اللَّه! إني حديث عهد بجاهلية، وقد جاء اللَّه بالإسلام، وإن منا رجالاً يأتون الكهان، قال:((فلا تأتهم)).
(١) أخرجه ابن ماجه في كتاب الطهارة، باب الأرض يصيبها البول كيف تغسل، ١/ ١٧٥، (رقم ٥٢٩)، وتقدم تخريجه عند أحمد. (٢) انظر: فتح الباري، ١/ ٣٢٥، وشرح النووي، ٣/ ١٩١، وعون المعبود شرح سنن أبي داود، ٢/ ٣٩، وتحفة الأحوذي، شرح سنن الترمذي، ١/ ٤٥٧. (٣) ما كهرني: أي ما قهرني ولا نهرني. انظر: شرح النووي، ٥/ ٢٠.