«أي: يرجعون إلى ما يحبّه ويرضاه من الإقرار للَّه بالتوحيد، وبأن عيسى عبد اللَّه ورسوله، عمّا كانوا يقولونه:{وَيَسْتَغْفِرُونَهُ} عن ما صدر منهم، {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} أي: يغفر ذنوب التائبين، ولو بلغت عنان السماء، ويرحمهم بقبول توبتهم، وتبديل سيئاتهم حسنات.
وصدر دعوتهم إلى التوبة بالعرض الذي هو غاية اللطف واللين في قوله:{أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ}» (١).
كان من جملة الخائضين في الإفك «مسطح بن أثاثة»، وهو قريب لأبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، وكان مسطح فقيراً من المهاجرين في سبيل اللَّه، فحلف أبو بكر أن لا ينفق عليه؛ لقوله الذي قال، فنزلت
(١) تيسير الكريم الرحمن، ص ٢٦٥. (٢) سورة النور، الآية: ٢٢.