الشخِّير قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يُصلِّي ولصدره أَزِيزٌ كأزيز المِرجل من البكاءِ (١).
٣ - بكاء النبي - صلى الله عليه وسلم - عند سماع القرآن، فعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقرأ عليَّ القرآن" فقلت: يا رسول الله! أقرأ عليك؛ وعليك أُنزل؟ فقال:"نعم، فإني أُحِبُّ أن أسمعه من غيري" قال ابن مسعود: فافتتحتُ سورة النساء فلما بلغت: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيداً}(٢)، فإذا عيناه تذرفان (٣).
٤ - بكاء النبي - صلى الله عليه وسلم - عند فقد الأحبة، بكى النبي - صلى الله عليه وسلم - عند موت ابنه إبراهيم، فجعلت عيناه تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -: وأنت يا رسول الله؟ فقال:"يا ابن عوف! إنها رحمة ... إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربُّنا، وإنّا بفراقك
يا إبراهيم لمحزونون" (٤).
٥ - بكاء النبي - صلى الله عليه وسلم - عند وفاة إحدى بناته، قيل: هي أُمُّ كلثوم زوجة عثمان بن عفان رضي الله عن الجميع، فعن أنس - رضي الله عنه - قال: شهدنا بنتاً للنبي - صلى الله عليه وسلم -
(١) أبو داود، برقم ٩٠٤، وصححه الألباني في مختصر شمائل الترمذي، برقم ٢٧٦. (٢) سورة النساء، الآية: ٤١. (٣) البخاري، كتاب التفسير، باب {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ}، برقم ٤٥٨٢، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل استماع القرآن وطلب القراءة من حافظه للاستماع والبكاء عند القراءة والتدبر، برقم ٨٠٠. (٤) البخاري، كتاب الجنائز، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنا بك لمحزونون، برقم ١٣٠٣، ومسلم، كتاب الفضائل، باب رحمته - صلى الله عليه وسلم - الصبيان والعيال وتواضعه وفضل ذلك، برقم ٢٣١٥.