الناقة، فخرج أبو عبيدة بن الجراح وكان أميرًا على الشام وقال: يا أمير المؤمنين، إن عظماء الشام يخرجون إليك فلا يحسن أن يروك على هذه الحالة، فقال عمر رضي الله تعالى عنه: إنما أعزنا الله تعالى بالإسلام فلا نبالي من مقالة الناس (١).
وقال عروة بن الزبير رضي الله عنهما: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على عاتقه قربة ماء، فقلت: يا أمير المؤمنين، لا ينبغي لك هذا، فقال: لما أتاني الوفود سامعين مطيعين دخلت نفسي نخوة فأردت أن أكسرها.
وولي أبو هريرة رضي الله عنه إمارة، فكان يحمل حزمة الحطب على ظهره ويقول: طرقوا للأمير (٢).
وقال أنس: كان بين كتفي عمر أربع رقاع وإزاره مرقوع بأدم. وخطب عمر على المنبر وعليه إزار فيه اثنتا عشرة رقعة (٣).
وقال مجاهد في قوله تعالى:{ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى}(٤): أي يتبختر.
ودخل ابن السماك على هارون فقال: يا أمير المؤمنين، إن تواضعك في شرفك أشرف لك من شرفك، فقال: ما أحسن ما قلت! فقال: يا أمير المؤمنين إن امرءًا آتاه الله جمالاً في خلقته
(١) تنبيه الغافلين، ص ٩٧. (٢) مدارج السالكين، ص ٣٤٣. (٣) البداية والنهاية ٧/ ١٤٨. (٤) سورة القيامة، الآية: ٣٣.