والوجه الثاني: أن يكون «القبل» بمعنى المقابلة، والمواجهة، من قول القائل: أتيتك قبلا لا دبرا: اذا أتاه من قبل وجهه.
والوجه الثالث: أن يكون معناه: وحشرنا عليهم كل شيء قبيلة قبيلة، وصنفا صنفا، وجماعة جماعة، فيكون القبل حينئذ جمع «قبيل» الذي هو جمع «قبيلة» فيكون «القبل» جمع الجمع، وبكل ذلك قد قالت جماعة من أهل التأويل:
١ - فعن «ابن عباس» ت ٦٨ هـ رضي الله عنهما، قال:
معنى «وحشرنا عليهم كل شيء قبلا» أي معاينة (١).
٢ - وعن «قتادة بن دعامة السدوسي» ت ١١٨ هـ:
قال معنى «وحشرنا عليهم كل شيء قبلا»: حتى يعاينوا ذلك معاينة.
٣ - وعن «عبد الله بن يزيد» من قرأ «قبلا» بضم القاف، والباء معناه: قبيلا قبيلا.
٤ - وعن «مجاهد بن جبر» ت ١٠٤ هـ:
معنى «قبلا» بضم القاف، والفاء: أفواجا، وقبيلا قبيلا.