واختلف القائلون باشتقاقه، فقال قوم: هو مشتق من قَرَأَ بمعنى جمع، وعلى هذا اقتصر جماعة من أئمة اللسان، وذلك لجمعه السور والآيات، وجمْع الأخبار، والأحكام، والوعد، والوعيد، وغير ذلك، ثم نقل من المصدر وجعل علما.
وقيل: هو مشتق من قَرَأَ إذا تلا، فهو من إطلاق المصدر بمعنى اسم المفعول، وذلك أنه مقروء ومتلو.
وقال قوم: هو غير مهموز، واشتقاقه من القرائن، والله سبحانه وتعالى أعلم.
والمباحث: جمع مبحث، وهو اسم مكان من البحث، وهو التفتيش والتحقيق.
والمراد أنه سيذكر في هذه الترجمة مسائل الأقوال، والمراد بالأقوال: الأقوال التي يشتمل عليها القرآن، ونظيرها من السنة أيضا، كالأمر، والنهي، والعام، والخاص، والمطلق، والمقيد، والناسخ، والمنسوخ، والمبين، والمجمل، والمحكم، والمتشابه، وغيرها.
لفظ منزَّل على محمد … لأجل الاعجاز وللتعبد
القرآن يطلق بإزاء معان:
فيطلق على اللفظ، كما في قوله سبحانه وتعالى جل من قائل:(وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله)
ويطلق على المكتوب، ومنه قوله سبحانه وتعالى جل من قائل:(لا يمسه إلا المطهرون) وحديث نهى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو (١) وما في كتاب عمرو بن حزم " لا يمس القرآن إلا طاهر "(٢).
(١) متفق عليه. (٢) رواه مالك في الموطإ بإسناد صحيح.