ويطلق على المقروء، ومنه قوله سبحانه وتعالى جل من قائل:(فإذا قرأت القرآن) وقوله سبحانه وتعالى جل من قائل: (وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن)
ومن رأى أن لفظ اللافظ، أو ورقة المصحف ـ مثلا ـ هي عين صفة الباري ـ سبحانه وتعالى ـ فقد أبعد إبعادا يدركه الذكي والغبي.
ويختلف تعريف القرآن بحسب الجهة التي يتعلق به البحث منها، وهو عند الفقهاء والأصوليين وعلماء اللسان: اللفظ المنزل على محمد ـ صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ـ لأجل الإعجاز به، والتعبد بتلاوته.
فخرج بوصف التنزيل: الأحاديث النبوية، فإنها لم تنزل عليه ألفاظها، وإنما نزل عليه معناها.
وخرج بقولنا: على محمد ـ صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ـ ما سوى القرآن من الكتب المنزلة.
وخرج بقولنا: لأجل الإعجاز، الأحاديث القدسية، كحديث " أنا أغنى الشركاء عن الشرك "(١).
وخرج بقولنا: والتعبد بتلاوته: المنسوخ، كآية الشيخ والشيخة.
تنبيه
كان يشكل علي كثيرا، ما أسمعه من أن من قرأ حرفا هجائيا من القرآن، يكون له به عشر حسنات، مع أن ظاهر حديث " لا أقول ألم حرف "(٢) يقتضي غير ذلك.
ووقع ببالي مرة، أن المراد حرف الهجاء، لكن العبرة فيه بالرسم، لا باللفظ، ثم نقل لي بعض طلبة العلم كلاما للحافظ أبي عمرو الداني ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ في كتاب البيان في عد آي القرآن، صريحا في ذلك، ونصه:
لو كانت الكلمة إنما تعد حروفها على حال استقرارها في اللفظ، دون الرسم، لوجب
(١) رواه مسلم والترمذي وابن ماجة والإمام أحمد. (٢) رواه الترمذي، وهو حديث صحيح.