للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى عظم هذا العرش، ولهذا وصفه الله بالعظيم، كما قال: (رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) (التوبة: من الآية١٢٩) ، وقال: (ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ) (البروج: ١٥) ، فوصفه الله بالمجد والعظمة، وكذلك بالكرم. فهذا العرش استوي الله تعالى فوقه، فالله فوق العرش، والعرش فوق جميع المخلوقات، والكرسي_ وهو صغير بالنسبة للعرش_ وسع السماوات والأرض، كما قال تعالى: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ) (البقرة: من الآية٢٥٥) ، فيجب عليك أن تؤمن بان الله تعالى فوق كل شئ، وان جميع الأشياء ليست بالنسبة إلى الله شيئا، فالله تعالى اعظم واجل من أن يحيط به العقل أو الفكر، بل حتى البصر إذا راء الله_ والله سبحانه وتعالى يراه المؤمنون في الجنة_ لا يمكن أن يدركوه أو يحيطوا به، كما قال الله: (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ) (الأنعام: من الآية١٠٣) ، فشان الله اعظم شان واجل شان، فلا بد أن تؤمن بالله_ سبحانه وتعالى_ علي هذا الوجه العظيم حتى يوجب لك أن تعبده حق عبادته. ومن الإيمان بالله: أن تؤمن بان الله تعالى قد أحط بكل شي علما،

وانه يعلم خائنه الأعين وما تخفي الصدور، ويعلم ما في السماوات وما في الأرض من قليل وكثير، وجليل ودقيق (إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ) (آل عمران: ٥) . وك١لك تؤمن بان الله تعالى علي كل شئ قدير، وانه إذا أراد شيئا إنما يقول له كن فيكون، مهما كان هذا الأمر. وانظر إلى بعث الناس وخلق الناس، الناس ملايين لا يحصيهم إلا الله_ عز وجل_ وقد قال الله

<<  <  ج: ص:  >  >>