تعالى:(مَا خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ)(لقمان: من الآية٢٨) ، كل الخلائق خلقهم وبعثهم كنفس واحدة. وقال الله عز وجل في البعث:(فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ)(النازعات: ١٤، ١٣) ، وتري شيئا من آيات الله في حياتك اليومية، فان الإنسان إذا نام فقد توفاه الله، كما قال الله تعالى:(وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ)(الأنعام: من الآية٦٠) ، لكنها ليست وفاة تامة تفارق فيه الروح الجسد مفارقة تامة، لكن مفارقة لها نوع اتصال بالبدن، ثم يبعث الله النائم من نومه فيحس بأنه قد حي حياة جديدة، وكان اثر هذا يظهر قبل أن توجد هذه الأنوار الكهربائية، لما كان الناس إذا
غشيهم الليل أحسوا بالظلمة وأحسوا بالوحشة وأحسوا بالسكون، فإذا انبلج الصبح أحسوا بالأسفار، والنور والانشراح، فيجدون لذة لأدبار الليل وإقبال النهار. أما اليوم فقد أصبحت الليالي كأنها النهار، فلا نجد اللذة التي كنا نجدها من قبل، ولكن مع ذلك يحس الإنسان بأنه إذا استيقظ من نومه فكأنما استيقظ إلى حياة جديدة، وهذه من رحمة الله وحكمته. وكذلك نؤمن بان الله سميع بصير، يسمع كل ما نقول وان كان خفيا، قال الله تبارك وتعالى:(أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ)(الزخرف: ٨٠) ، وقال الله عز وجل:(يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى)(طه: من الآية٧) ، أي: اخفي من السر، وهو ما يكنه الإنسان في نفسه، كما قال الله تعالى:(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ)(قّ: من الآية١٦) ، أي: ما تحدث به