من هذا، فمن أنكر وجود الله فهو كافر، - العياذة بالله-
مخلد في النار، ومن تردد في ذلك أو شك فهو كافر، لأنه لا بد في الإيمان من الجزم بان الله حي، عليم، قادر، موجود. ومن شك في ربو بيته فانه كافر. ومن أشرك معه أحد في ربو بيته فهو كافر، ومن قال أن الأولياء يدبرون الكون ولهم تصرف في الكون ودعاهم واستغاث بهم وانتصر بهم فانه كافر والعياذ بالله، لأنه لم يؤمن بالله. ومن صرف شيئا من أنواع العبادة لغير الله فهو كافر، لأنه لم يؤمن بانفراده بالألوهية. فمن سجد للشمس أو القمر، أو للشجر، أو للنهر، أو للبحر، أو للجبال، أو للملك، أو لنبي من الأنبياء، أو لولي من الأولياء، فهو كافرا كفرا مخرجا عن الملة، لأنه أشرك بالله معه غيره. وكذلك من أنكر على وجه التكذيب شيئا مما وصف الله به نفسه فانه كافر، لأنه مكذب لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم. فإذا أنكر صفة من صفات الله على وجه التكذيب فهو كافر، لتكذيبه لما جاء في الكتاب والسنة. فإذا قال مثلا: أن الله لم يستو على العرش ولا ينزل إلى السماء الدنيا فهو كافر. وإذا أنكرها على وجه التأويل فانه ينظر: هل تأويله سائغ يمكن أن يكون محل للاجتهاد أو لا، فان كان سائغا فانه لا يكفر، لكنه يفسق، لخروجه عن منهج
أهل السنة والجماعة. وأما إذا كان ليس له مسوغ، فان إنكار التأويل الذي لا مسوغ له