للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجيب يقول فهمت، لا يقول صدقت، لكن جبريل_ عليه الصلاة والسلام_ عنده علم من هذا، ولهذا قال: ((صدقت)) . وقوله: ((اخبرني عن الإيمان)) الإيمان محله القلب، الإسلام محله الجوارح ولهذا نقول: الإسلام عمل ظاهري والإيمان أمر باطني، فهو في القلب.

فالإيمان: هو اعتقاد الإنسان للشيء اعتقادا جازما به لا يتطرق إليه الشك ولا الاحتمال، بل يؤمن به كما يؤمن بالشمس في رابعة النهار لا يمطرى فيه، فهو إقرار جازم لا يلحقه شك بموجب لقبول ما جاء في شرع الله، والإذعان له إذعانا تاما. فقال له: ((الإيمان أن تؤمن بالله) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) (البقرة: من الآية١٨٥) ، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره)) هذه ستة أركان هي أركان الإيمان: قوله: ((أن تؤمن بالله)) : أي: تؤمن بان الله سبحانه موجود، حي، عليم، قادر، انه سبحانه وتعالى رب العالمين، لا رب سواه، وأن له الملك المطلق، وله الحمد المطلق، وإليه يرجع الأمر كله، وانه سبحانه هو المستحق للعبادة لا يستحقها أحد سواه، سبحانه وتعالى، وانه هو الذي عليه التكلان، ومنه النصر والتوفيق، وانه متصف بكل صفات الكمال على وجه لا يماثل صفات المخلوقين، لأنه سبحانه وتعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (الشورى: من الآية١١) إذا تؤمن بوجود الله، وبربوبيته، وألوهيته، وأسمائه وصفاته، لا بد

<<  <  ج: ص:  >  >>