وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (" دخلت الجنة، فسمعت قراءة، فقلت: "من هذا؟ " فقيل:
" حارثة بن النعمان "، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كذلكم البر، كذلكم البر ") وزاد عبد الرزاق في روايته: (وكان أبر الناس بأمه "(٣٩١) .
وقال رجل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه:(إن لي أمُّا بلغ منها الكِبَرُ أنها لا تقضي حاجتها إلا وظهري لها مطية - يعني: أحملها إلى مكان قضاء الحاجة - فهل أدَّيت حقها؟) ، فقال عمر:" لا، لأنها كانت تصنع بك ذلك، وهي تتمنى بقاءك، وأنت تصنعه، وتتمنى فراقها) (*) .
وقد رأى ابن عمر رضي الله عنهما رجلًا يطوف بالكعبة حاملًا أمه على رقبتَه، فقال: يا ابن عمر أترى أني جزيتها؟ قال: " لا، ولا بطلقة واحدة، ولكنك أحسنت، والله يثيبك على القليل كثيرًا ".
وفي رواية البخاري في " الأدب المفرد": (أن أبا بردة بن أبي موسى الأشعري حدث أنه شهد ابنُ عمر رجلًا يمانيا يطوف بالبيت، حمل أمه وراء ظهره يقول:
إنى لها بعيرُها المذلَّلْ ... إن أذعِرت ركابُهَا لم أذعَرْ
الله ربي ذو الجلال الأكبر
= إلى أبي يعلى، و " السلسلة الصحيحة، رقم (١٤٣٢) (٣/٤١٧ - ٤١٨) . (٣٩١) رواه الإمام أحمد (٦/٣٦، ١٥١ - ١٥٢، ١٦٦ -١٦٧) ، والبغوي في " شرح السنة، (١٣/٧١) ، وعبد الرزاق في المصنف" (٢٠١١٩) ، والحاكم (٣/٢٠٨) ، وصححه، ووافقه الذهبي، وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة، (١/٦١٨) : "إسناده صحيح " اهـ. (*) نقلًا من " المرأة وحقوقها في الإسلام" للشيخ مبشر الطرازي ص (٦٢-٦٣) .