للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا﴾: يطلبون أو يلتمسون فضلاً من الله: الفضل هو الزيادة عما يستحق العبد من الأجر والثواب على ما يقدِّمه من أعمال صالحة، والفضل ليس بواجب لأحد، ولكن الله يتفضل على من يشاء من دون سبب وأعظم الفضل التوفيق ورؤية وجهه الكريم في الجنة.

﴿وَرِضْوَانًا﴾: رضوان الله هو أكبر من الجنة والمساكن الطيبة والنعيم كما قال تعالى في سورة التوبة آية (٧٢): ﴿فِى جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾. والرضا هو اطمئنان القلب إلى أمر فيه نفع. ارجع إلى سورة آل عمران آية (١٥) لمزيد من البيان في الرضوان.

﴿وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾: من النصرة، وهي تقديم المعونة الخاصة للأنبياء والرسل للنصرة على أعدائهم ولنصرة هذا الدِّين وإعلاء كلمة الله تعالى.

أما الفرق بين المعونة والنصرة، فالمعونة عامة والنصرة خاصة تكون بالجهاد والمال، وغيرها من الوسائل.

﴿أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾: أولئك اسم إشارة واللام للبعد تفيد المدح. هم: ضمير فصل يفيد التوكيد.

الصادقون: في أقوالهم وأفعالهم وإيمانهم ونصرتهم لله ورسوله قرنوا الإيمان بالعمل الصالح، والصّادقون صفة ثابتة لا تتغيَّر فيهم.

وإذا قارنا هذه الآية (٨) من سورة الحشر ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ﴾: والآية (٢٧٣) من سورة البقرة ﴿لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِى الْأَرْضِ﴾.

<<  <  ج: ص:  >  >>