للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نجد أن آية الحشر جاءت في سياق الفيء وتقسيم الغنيمة، وأما آية البقرة فجاءت في سياق الصدقة.

سورة الحشر [٥٩: ٩]

﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِى صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾:

﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾: الذين: أي: الأنصار الذين سكنوا المدينة من قبل المهاجرين، تبوَّءُوا الدار: سكنوا المدينة، والإيمان: الإيمان ليس بمكان يتبوَّأ فكيف عطف الإيمان على الدّار؛ لأنّ الإيمان هو اعتقاد أو عقيدة فكأنه شبه الإيمان بمنزل أو مسكن آخر لهم فأصبح لهم منزلين وفي هذا مدح للأنصار فهم سكنوا المدينة والإيمان سكن في قلوبهم بعد إسلامهم. ارجع إلى سورة يونس آية (٨٧) لمزيد من البيان في معنى تبوأ.

﴿يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ﴾: من مكة أو غيرها من سائر المدن، ومن هاجر إليهم من المؤمنين.

﴿وَلَا يَجِدُونَ فِى صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا﴾: ولا يجدون في صدروهم في أنفسهم حاجة، أي: حسداً ولا غيظاً مما أُعطي المهاجرون من الفيء أو الغنيمة.

﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ﴾: من الإيثار وهو تقديم مصلحة الغير على النّفس بأموالهم ومنازلهم، أي: يقدِّمون المهاجرين على أنفسهم أو يؤثرون المهاجرين على أنفسهم في المال والمتاع.

﴿وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾: الخصاصة الفقر والحاجة وسوء الحال.

<<  <  ج: ص:  >  >>