﴿وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ﴾: القسط في اللغة: النّصيب والحصة، واصطلاحاً: العدل مع التّنفيذ، أيْ: زنوا بالقسطاس المستقيم والقسط، يعني: عدم الجور والظّلم حين البيع أو الشّراء، فإذا ابتعتم أو اشتريتم فلا تأخذوا أكثر من حقكم ونصيبكم، وإذا بعتم لا تخسروا الميزان؛ أيْ: تنقصوا الميزان، وقوله تعالى: ﴿أَلَّا تَطْغَوْا فِى الْمِيزَانِ﴾، ﴿وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ﴾ للتأكيد على إيفاء الحقوق لأصحابها، وكذلك الحكم بالعدل كما قال تعالى: ﴿وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾ [النساء: ٥٨]، ثم بعد الحكم عليكم بتطبيق الحكم وليس مجرد الحكم.
والباء للإلصاق والإلزام، فقد يكون الإنسان عادلاً، وليس بالضرورة مقسطاً، وفي القرآن الكريم نجد أن الوزن يأتي مقروناً بالقسط، والقسطاس هو الميزان، كما قال تعالى: ﴿وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ﴾ [الإسراء: ٣٥].
سورة الرحمن [٥٥: ١٠]
﴿وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ﴾:
﴿وَالْأَرْضَ﴾: هذه الأرض التي تكونت منذ (٤، ٥٤ بليون سنة).
﴿وَضَعَهَا﴾: أعدها وهيأها؛ أي: ﴿دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا﴾ [النازعات: ٣٠ - ٣٢]، وتم إعدادها الذي استغرق ملايين السنين لنراها اليوم كما هي، ونتمتع وننتفع بها فهي من أكبر النعم.
﴿لِلْأَنَامِ﴾: اللام: لام الاختصاص للخلق الجن والإنس، فالأنام يشمل الإنس والجن، وأما البشر تعني: الإنس (الإنسان).