للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الكثرة؛ أي كثرة الأعراب الذين أسلموا؛ أي: دخلوا في الإسلام وادَّعوا الإيمان، ولم يقل قال الأعراب التي تدل على القلة.

فردّ الله تعالى عليهم: ﴿قُلْ لَّمْ تُؤْمِنُوا﴾: قل لهم يا رسول الله : لم تؤمنوا؛ أي: لا يكفي القول باللسان: آمنّا؛ لأن الإيمان لم يصل بعد ويستقر في قلوبكم أو يتمكّن الإيمان في قلوبكم.

﴿وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا﴾: ولكن حرف استدراك وتوكيد.

قولوا أسلمنا: أسلمنا لها معانٍ عدّة: الشهادة: القول لا إله إلا الله محمد رسول الله، أو أسلمنا: معناه الاستسلام والخضوع خوفاً من القتل أو الإسلام باللسان (بالقول) فقط وعدم موافقة القلب كما يفعل المنافقون.

﴿وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِى قُلُوبِكُمْ﴾: لما حرف نفي تدل على استمرار النفي إلى زمن نزول هذه الآية أو وقت هذا الكلام.

ومن أسلم بلسانه ولم يؤمن بقلبه فهو منافق، وقد بيّن في الآية (١٥) حقيقة الإيمان ومعنى الصّدق في الإيمان.

﴿وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾: وإن شرطية تفيد الاحتمال أو النّدرة، تطيعوا الله ورسوله: وحّد طاعة الله تعالى وطاعة رسوله. ارجع إلى سورة النساء آية (٥٩) للبيان.

﴿لَا يَلِتْكُم﴾: لا النّافية، يلِتْكم: من ألت يألت: أنقص: لا ينقصكم.

﴿مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا﴾: مِنْ ابتدائية؛ أي: لا ينقصكم من ثواب أعمالكم شيئاً ولو كان مقدار حسنة، وأما النفاق فهو يحبط أعمالكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>