﴿يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾: في الدّنيا بالقتل والإذلال والكوارث والبلاء وغيرها من أنواع العذاب، وفي الآخرة بعذاب النار، ثمّ يستثني من هذا العذاب الأعمى والأعرج والمريض.
الأعمى والأعرج والمريض، ليس على هؤلاء حرج في عدم الخروج، أو حرج في التّخلف عن الجهاد أو قتال القوم أولي البأس الشديد، لأنّ هؤلاء لما نزلت الآية (١٦) وقال تعالى: ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾.
قال أهل الأمراض المزمنة مثل الأعمى والأعرج والمريض: كيف بنا يا رسول الله؟ فنزلت هذه الآية (١٧).
لا حرج عليكم ولا إثم ولا ذنب في التّخلّف وعدم الخروج والجهاد أو قتال هؤلاء القوم.
وتكرار لا يفيد توكيد النّفي، وفصل كل طائفة عن الأخرى أو الكل معاً.
﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾: من شرطية، تشمل المفرد والمثنى والجمع، يطع الله ورسوله فيما أمرا به ونهيا عنه. وجمع بين طاعة الله ورسوله؛ لأن طاعة الرسول ﷺ هي طاعة لله تعالى. ارجع إلى سورة النساء آية (٥٩) للبيان المفصل. يطع الله ورسوله بالخروج للجهاد في سبيل الله.