تخلّفوا عن الخروج معك للحديبية، فمن: الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر، من: استفهامية.
لكم: اللام لام الاختصاص، فالخطاب هنا خطاب خاص موجَّهٌ لهؤلاء فقط؛ أي: المخلفون من الأعراب الذين تخلفوا عن الخروج إلى الحديبية، وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (١٧) من سورة المائدة وهي قوله تعالى: ﴿قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِى الْأَرْضِ جَمِيعًا﴾: نجد أنه لم يذكر (لكم) في هذه الآية؛ لأن الآية عامة، وليست خاصة بفئة معينة، كما هو الحال في آية الفتح.
شيئاً: نكرة تشمل أيَّ شيء مهما كان صغيراً أو كبيراً، والشّيء هو أقل القليل نفعاً أو ضراً، وسواء أكان حسياً أم معنوياً.
﴿إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا﴾: إن: شرطية تفيد الاحتمال، أراد بكم ضراً: قدّم بكم الجار والمجرور للحصر، (بكم) وحدكم، ضراً: بفتح الضّاد، وهو خلاف النّفع مثل: الفقر والقتل والهزيمة والخوف وعدم الأمن وضياع الأموال والموت، ضُراً: بضم الضّاد هو سوء الحال في النّفس مثل: المرض والهم والغم.
والضر: هو الأذى إذا اشتد فالضرر أشدّ من الأذى وتكون له آثار بعد ذلك، وقدّم الضر على النفع في هذه الآية؛ لكون السياق في التخلف عن الجهاد الذي يعتبر ضراً؛ لكونه يؤدي إلى القتل والسّبي.
﴿أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا﴾: من ظفر ونصر وغنيمة وأمن.