(٤) في سورة الجاثية، وهي قوله تعالى: ﴿وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ﴾ نجد أن يبث: فعل مضارع يدل على التجدد، والتكرار، والاستمرار في البعث، بينما آية الشورى (بث) فعل ماض تدل على الماضي؛ أي: ابتداء الخلق؛ أي: ابتداء البعث.
﴿مِنْ دَابَّةٍ﴾: من للعاقل، دابّة: كلّ من يدبّ على الأرض من إنس وجن وحيوان وفي السّماء من الملائكة، وهناك من قال فيهما: تعني في إحداهما من دابّة؛ أي: الأرض، وهذا يسمى نسبة الشّيء إلى الكلّ والمراد البعض، كقوله تعالى: ﴿يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ﴾ والمقصود يخرج من أحدهما وهو المالح، وهناك من قال: دابة تعني الحيوان فقط ولا تعني الإنس والجن.
﴿وَهُوَ﴾: ضمير فصل يفيد التّوكيد ويعود على الله سبحانه.
﴿عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ﴾: إذا: ظرفية بمعنى حين يشاء؛ أي: في أيّ زمن أو حين يشاء، يوم الجمع: أي يوم الحشر أو يوم القيامة.
﴿قَدِيرٌ﴾: صيغة مبالغة من قادر؛ أي: ذو القدرة، القادر على كلّ شيء في السّموات وفي الأرض فلا يعجزه شيء، والقادر: أي المسيطر على الكون وعلى مخلوقاته بقدرته المطلقة.
﴿أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ﴾: من استغراقية تشمل كلّ مصيبة؛ أي: مرض أو حادثة طارئة أو بلاء في الدّنيا بنقص في الأموال والأنفس والثمرات أو الخوف أو عقوبة.
﴿فَبِمَا﴾: الفاء رابطة لجواب الشّرط، الباء سببية أو بدلية، ما بمعنى الّذي.