للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ﴾: أي بسبب السّيئات الّتي اقترفتموهما؛ أي: هي كفارات لذنوبكم. ارجع إلى سورة الحديد الآية (٢٢)، وسورة التغابن الآية (١١) لمقارنة الآيات التي وردت في المصائب مع آية الشورى.

﴿وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ﴾: عن كثير من المعاصي فلا يعاقب عليها، وقد يكون: ما أصابكم من مصيبة أيضاً بغير ذنب وإنما لزيادة الأجر ورفع درجاتكم وكلّ ما يصيب المؤمن من خير أو شر هو خير له في النهاية؛ لكي تحط عنه خطاياه وترفع درجاته إذا صبر واحتسب.

ولنقارن قوله تعالى: ﴿فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ﴾ و: ﴿بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ﴾ [الشّورى: ٤٨]، المصيبة قد تكون نتيجة ما كسبت الأيدي أو قدّمت، كسبت تأتي في سياق آيات الكسب؛ لذلك ننظر إلى ما قبلها وما بعدها من الآيات إذا فيها كسب تأتي: كسبت أيديكم، وإذا ليس فيها كسب تأتي: قدمت أيديهم.

سورة الشورى [٤٢: ٣١]

﴿وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِى الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِىٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾:

﴿وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِى الْأَرْضِ﴾: الواو عاطفة، ما النّافية أقوى نفياً من ليس وتنفي الحال عادة وقد تنفي الماضي والمستقبل، بمعجزين في الأرض: الباء للتوكيد، معجزين في الأرض: أي بفائتين من العذاب بالهرب أو الاختفاء.

﴿وَمَا لَكُمْ﴾: تكرار (ما) يفيد توكيد النّفي، لكم: لام الاختصاص.

﴿مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾: من غير الله، من سوى الله.

﴿مِنْ وَلِىٍّ﴾: من استغراقية، وليّ: معين وقريب تلقون إليهم بالمودة.

﴿وَلَا نَصِيرٍ﴾: تكرار (لا) يفيد توكيد النّفي، نصير: ينصركم من دون الله بالقوة أو الإمداد أو العدة أو العتاد، أو ينصركم من عذاب الله بالدّفع أو الشّفاعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>