مُشْفِقُونَ﴾ [الأنبياء: ٤٩]، الإشفاق: هو الخوف الممزوج بخشية وحذر من أن تقوم السّاعة سواء كانت (القيامة الصغرى أو القيامة الكبرى، وهم مقصّرون في حق ربهم من طاعة أو عبادة أو ألَّا تقبل أعمالهم الصّالحة، أو لا يدرون نتيجة أعمالهم)، ومشفقون: جملة اسمية تدل على الثّبوت؛ أي: إشفاقهم دائم مستمر لا ينقطع.
﴿وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ﴾: أي أنّها آتية لا ريب فيها فهم يستعدّون لها.
﴿أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِى السَّاعَةِ﴾: ألا: أداة تنبيه واستفتاح، إنّ الّذين: للتوكيد، يمارون في السّاعة: المراء هو الجدال بعد ظهور وتبيُّن الحق أنّها آتية لا محالة، يجادلون في صحة وقوعها بشكٍّ وريبة.
﴿لَفِى ضَلَالٍ بَعِيدٍ﴾: اللام للتوكيد، ضلال بعيد: في تِيهٍ وبُعدٍ عن الحق وطريق الهدى لا يرجى معه عودتهم إلى الصّواب أو التّوبة والإيمان.
﴿اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ﴾: يبرُّ عباده ويواصل نعمه عليهم مؤمنهم وكافرهم برِّهم وفاجرهم، لطيف: صيغة مبالغة على وزن فعيل: كثير اللطف؛ أي: الرّفيق بعباده يوفّق عباده لفعل الخيرات، والعليم بكلّ شيء مهما دقَّ وصغر، وبمكانه وصفاته وأحواله؛ لأنّه كلما دقَّ الشّيء؛ أي: لطف، أصبح صعب الإيجاد والعثور عليه، فهو يعلم دقائق الأمور وخفاياها مهما دقّت وتناهت في الصّغر، ويحسن إلى عباده ويكرمهم، بعباده: الباء للإلصاق والملازمة.
﴿يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ﴾: أي يوسع الرّزق على من يشاء أو يرزق من يشاء بغير حساب.