أدراه، وما قال تعالى فيه وما يدريك ولم يدره به، وما يدريك: جاءت في القرآن في ثلاث آيات كلّها في سياق الغيب والساعة كقوله تعالى في هذه الآية: ﴿وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ﴾: وآية أخرى: ﴿وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا﴾ [الأحزاب: ٦٣] ﴿وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى﴾ التّزكية لا يعلمها إلا الله.
وأمّا (ما أدراك) فقد وردت في (١٣) آية كقوله تعالى: ﴿الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ﴾ ثمّ شرح ما القارعة: ﴿يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ﴾ [القارعة: ١ - ٥].
لعل: تفيد الاستفهام، السّاعة قريب: قيام السّاعة، بدء السّاعة؛ أي: بدء تهدُّم النظام الكوني الحالي، قريب: ولم يقل قريبة؛ لأنّه يجوز التّذكير أو التّأنيث في سياق الزّمن أو المكان وبما أنّها جاءت في سياق الزّمن فيجوز تذكيرها أو تأنيثها، أمّا إذا جاءت في سياق النّسب والقرابة لا بدّ من أن تؤنث كأن تقول: هذه قريبة لي. وما مناسبة ذكر السّاعة بعد ذكر الكتاب والميزان؟ الجواب: أنزل عليكم الكتاب لتعلموا بما جاء به وتقيموا العدل وتستعدوا للساعة قبل أن تأتيكم بغتة.