﴿اللَّهُ﴾: سبحانه اسم ذات واجب الوجود المعبود. ارجع إلى الآية (٣) من السّورة نفسها.
﴿الَّذِى﴾: اسم موصول يفيد التّعظيم والسّمو.
﴿أَنْزَلَ الْكِتَابَ﴾: أنزل القرآن جملة واحدة، دفعة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السّماء الدّنيا ليلة القدر.
﴿بِالْحَقِّ﴾: الباء للإلصاق تفيد المصاحبة والملازمة؛ أي: ما فيه هو الحق، والحق هو الأمر الثّابت الّذي لا يتغير ولا يتبدل، فالقرآن هو الحق والحق هو القرآن ولا يمكن فصل أحدهما عن الآخر، والقرآن لن يتغير إلى يوم القيامة.
﴿وَالْمِيزَانَ﴾: هو العدل، العدل الّذي يحكم بين النّاس، وقيل: هو الميزان الّذي يوزن به، ومعنى إنزاله: هو إلهام بعض النّاس أن يخترعوا آلة الميزان ويستخدموا الوزن، وحذرهم من التّطفيف في الميزان؛ أي: أنزل الكتاب وشرع العدل بين النّاس وأمر النّاس بإقامة الوزن والكيل في البيع والشّراء.
﴿وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ﴾: وما: الواو عاطفة، ما استفهامية، وما يدريك: ولم يقل وما أدراك، يدريك تفيد الحال والمستقبل، أمّا أدراك تفيد الماضي، وما أدراك: تنفي أن أدراه في الماضي فقد يدريه في الحال أو في المستقبل.
أمّا قوله تعالى:(وما يدريك) تنفي الإدراك في الحال والمستقبل وتبقى غامضة إلى أن تقوم السّاعة، وقال ابن عبّاس: ما قال تعالى فيه وما أدراك، فقد