للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سورة الشّورى [الآيات ١٦ - ٢٢]

سورة الشورى [٤٢: ١٦]

﴿وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِى اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ﴾:

﴿وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِى اللَّهِ﴾: قال قتادة في مناسبة هذه الآية: إنّ هناك جماعة من اليهود والنّصارى كانوا يقولون للمؤمنين: نبينا خير من نبيكم وكتابنا خير من كتابكم ونحن خير منكم! ليصدوا النّاس عن الدّخول في دين الله، يحاجّون: من الحِجاج هو: إظهار حجة كلّ طرف ومقابلتها بحجة الطّرف الآخر، ويحاجّون: تدل على التّجدد والتّكرار والاستمرار، في الله: في دين الله أو آيات الله أو ذات الله تعالى، يشككون النّاس بالإسلام أو بالدّين أو بآيات الله؛ لعلهم يردّونهم كفاراً كما قال الله تعالى: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا﴾ [البقرة: ١٠٩].

﴿مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ﴾: له: تعود إلى دين الله أو رسول الله ؛ أي: من بعد ما استجاب النّاس لدين الله ودخلوا فيه أفواجاً، أو استجاب الله لرسوله بنصره على أعدائه وإظهار دينه. راح بعض اليهود والنصارى يحاجون بعض المؤمنين.

﴿حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾: حجتهم باطلة زائلة، داحضة مشتقة من: ادحاض القدم، والدّحض هو الطّين الأملس الّذي يؤدي إلى زلق القدم عن موضعها، فالّذين يحاجّون في الله ويريدون أن يبطلوا الحق بحجاجهم؛ أي: يزيلوا الحق بالباطل ويأبى الله تعالى ذلك.

﴿وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ﴾: طردٌ من رحمة الله وإبعادٌ عنها.

<<  <  ج: ص:  >  >>