﴿الْقَوِىُّ﴾: ذو القوة المتين، القوة له جميعاً، متين القوى؛ أي: شديد القوى، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السّماء.
﴿الْعَزِيزُ﴾: القوي الّذي يَقهر ولا يُقهر ويَغلب ولا يُغلب والممتنع ولا يحتاج إلى أحد ولا أحد قادر على ضره أو نفعه؛ لأنّه هو الضّار النّافع والمعطي والمانع.
﴿يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ﴾: الحرث يعني بذر الحَبّ في الأرض؛ ليصبح زرعاً وثمراً كما قال تعالى: ﴿كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِى كُلِّ سُنبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [البقرة: ٢٦١]، أي: من كان يريد بأعماله ثواب الآخرة، نزد له أو نضاعف له ثوابه.
﴿وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا﴾: ومن كان يريد بأعماله ثواب الدّنيا، نؤته منها ما نريد وما له في الآخرة من نصيب.
﴿وَمَا لَهُ فِى الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ﴾: من استغراقية؛ أي: ما له أيُّ نصيب مهما كان، والنّصيب: هو القسم المعين، ويكون في المحبوب والمكروه، أمّا الحظ يكون عادة في الخير أو المحبوب، وأما القسط: الحصة العادلة المبنية على العدل.
وتكرار (من كان يريد) مرتين توكيد لفظي غايته تقرير الحكم في أذهان المخاطبين، وقدّم حرث الآخرة على حرث الدّنيا لأنّه هو الأفضل والأهم.