﴿شَىْءٍ عَلِيمٌ﴾: بكل ما يحدث في كونه وما يعمله خلقه، عليم بالغني والفقير، وعليم بكلّ شيء مهما كان نوعه وشكله ولونه وحاله وقدرته. عليم صيغة مبالغة؛ أي: كثير العلم وهو عالم الغيب والشّهادة وهو علّام الغيوب.
شرع: أوضح وأظهر الحق من الباطل، أو أوجب، لكم: اللام لام الاختصاص لكم خاصة، من الدّين؛ الدّين: يعني الإسلام، والدين: هو الطاعة والانقياد والشريعة والعقيدة، ويعني: الجزاء والحساب والخضوع وحكم الله وقضاؤه. ارجع إلى سورة البقرة الآية (١٣٢) لمزيد من البيان في معنى الدين والملة، ما وصّينا به نوحاً والّذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى، استعمل (ما) واستعمل (الّذي) فما الفرق بينهما: ما تستعمل للشيء غير المحدد والأكثر شمولاً كالتوراة التي حرفت أو ما وصى به نوحاً وهو غير معروف، وكذلك ما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى غير محدد وأكثر شمولاً، والّذي تستعمل للشيء المحدد المعروف؛ أي: القرآن وتختصّ المفرد المذكر، بينما ما تستعمل للمفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث، استعمل (ما) لما وصى به نوحاً واستعمل (الذي) أوحينا إليك: الخطاب إلى محمّد ﷺ؛ ويعني القرآن والتّكاليف والتّعاليم، ارجع إلى سورة النّساء آية (١٦٣) لمعرفة معنى: أوحينا إليك.
﴿وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا﴾: وما وصينا به إبراهيم