للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا يشبه شيئاً من مخلوقاته ولا يشبههُ أحد، فهو الواحد الأحد ليس كمثله شيء ولو من شيء بعيد أو قريب أو مهما كان، فهذه الآية تنزّه الله سبحانه عن مشابهة المخلوقين؛ أي: خلقه، ولا ننسى قوله تعالى: ﴿كُلُّ شَىْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ [القصص: ٨٨]، وقالوا كل ما يُقال له شيء موجود سبق وجوده عدم والله سبحانه هو الأول والآخر لكل ما سواه بلا بداية وبلا نهاية ولذلك لا يقال لله سبحانه شيء؛ لأنه خالق الأشياء.

﴿وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾: السّميع لأقوال عباده يسمع ما في الكون من قول وسر وعلن ونجوى، البصير: بأعمال عباده وأحوالهم، يبصر كلّ شيء وإن دقَّ وصغر، أحاط بصره بجميع المبصرات في أقطار السّموات والأرض.

سورة الشورى [٤٢: ١٢]

﴿لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ﴾:

يستمر في ذكر صفات الله الدّالة على كمال قدرته وعظمته ووحدانيته.

﴿لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾: مقاليد: جمع أقليد، وقيل: جمع مقلاد؛ أي: يُسند إليه يفوّض إليه تصريف وإدارة وتدبير أمور السّموات والأرض. ارجع إلى الآية (٦٣) من سورة الزّمر. للبيان المفصل في مقاليد السموات والأرض.

﴿يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ﴾: أي يوسّع الرّزق لمن يشاء من خلقه ابتلاءً، ويقدر؛ أي: يضيّق الرّزق لمن يشاء من خلقه ابتلاءً. ارجع إلى سورة سبأ الآية (٣٦) والآية (٣٩) لبيان معنى آيات بسط الرزق، كقوله تعالى: ﴿يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ﴾ [سبأ: ٣٩]، و ﴿يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ﴾ [سبأ: ٣٦].

﴿إِنَّهُ﴾: للتوكيد.

﴿بِكُلِّ﴾: الباء للإلصاق والإلزام.

<<  <  ج: ص:  >  >>