للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿فَمَتَّعْنَاهُمْ﴾: الفاء للترتيب والمباشرة، متعناهم: المتاع: من الانتفاع والتّمتع بالمأكل والمشرب والمسكن والملبس والحياة.

﴿إِلَى حِينٍ﴾: إلى: حرف غاية، إلى حين أجلهم المسمَّى أو منتهى أعمارهم.

ثم ينتقل إلى الكلّام إلى قريش، ولم يقل: سلام على يونس في العالمين: لأنّه أبق إلى الفلك المشحون من دون إذن أو إيحاء من الله تعالى، وكانت النّهاية فالتقمه الحوت وهو مُليم، فلا يناسب بعد اللوم السّلام، ولكنه دخل في عداد المرسلين حين سلَّم الله تعالى عليهم، وقال: ﴿وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ﴾ [الصّافات: ١٨١].

سورة الصافات [٣٧: ١٤٩]

﴿فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ﴾:

المناسبة: بعد أن جاءت الآيات السابقة في تقرير البعث والتوحيد بالبراهين والأدلة أراد الله سبحانه إبطال مقولة الذين زعموا أن الملائكة هم بنات الله ، وهم كما قال القرطبي قبائل جهينة وخزاعة وبني سلمة وعبد الدار وغيرهم.

﴿فَاسْتَفْتِهِمْ﴾: الفاء للاستئناف، أي: اطلب الفتوى من مشركي مكة وغيرهم من الأعراب على سبيل التّهكم والتّوبيخ، اسألهم ما الخبر.

﴿أَلِرَبِّكَ﴾: الهمزة: للاستفهام الإنكاري والإبطالي.

﴿الْبَنَاتُ﴾: حيث جعلوا الملائكة بنات الله، كقوله تعالى: ﴿وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ﴾ [الزّخرف: ١٩].

﴿وَلَهُمُ الْبَنُونَ﴾: لهم: اللام لام الاختصاص؛ لأنّهم كانوا يظنون أنّ الجنس الأفضل هم الذّكور.

<<  <  ج: ص:  >  >>