﴿نَادَانَا نُوحٌ﴾: حين قال: ﴿أَنِّى مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ﴾ [القمر: ١٠]، أو حين قال: ﴿رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا﴾ [نوح: ٢٧].
﴿فَلَنِعْمَ﴾: الفاء للتعقيب المباشرة، واللام في لنعم للتوكيد، ونعم من أفعال المدح العامة؛ نعم المجيبون: تعني: نحن الّذين أجبناه، فلنعم تعود لله ﷾، ولم يقل: فلنعم المجيب وجاء الجمع بصيغة الجمع للتّعظيم؛ لأنّ إنقاذ نوح من الكرب تطلب القدرة والعلم والحكمة.
﴿وَنَجَّيْنَاهُ﴾: تدل على بطء النجاة وطول الزّمن (بعد ٩٥٠ سنة) ولم يقل: أنجيناه الّتي تدل على السّرعة وقصر الزّمن، ونجاته التي تمت بعد صنع الفلك، وتعني: زمن الطوفان.
﴿مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ﴾: من ابتدائية، الكرب: من الغرق والطّوفان، ووصف ذلك بالكرب، والكرب هو المكروه الّذي لا تستطيع دفعه عن نفسك، ولا يدفعه عنك من حولك حين تستغيث بهم، فإن كان لك فيه حيلة للنجاة فلا يسمَّى كرباً، فالكرب: المكروه الّذي لا يملك أو يستطيع أحدٌ دفعه إلا الله وحده سبحانه، فإنه القادر على ذلك.