للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فِى الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَىَّ ثُمَّ إِلَىَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾:

﴿وَإِنْ﴾: الواو عاطفة، إن: شرطية تفيد الاحتمال أو ندرة الحدوث؛ أي: قلّما جاهداك، أو افترضنا جاهداك.

﴿جَاهَدَاكَ﴾: أي بذلا جهدهما أو غاية أو أقصى جهدهما على أن تشرك بي (بالله)، جاهداك من: جاهد، وجاهد تدل على أن هناك اثنين يجاهد أحدهما الآخر، بينما جهد تدل على المفرد الّذي يجهد بنفسه، بينما في سورة العنكبوت آية (٨) قال تعالى: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِى﴾ المجاهدة أخف.

والمجاهدة في آية لقمان أشد؛ لأن الوالدين يشترطان على الولد الشّرك ولذلك جاء بعلى التي تفيد المشقة والعلو، واستعمل اللام في آية العنكبوت، وسواء في آية لقمان أو العنكبوت ذكر ﴿بِى﴾ لأن المقام مقام توحيد فلا يستعمل إلا ضمير المفرد.

﴿عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِى﴾: على: تفيد العلو والمشقة، والمجاهدة قد تعني المحاربة. أن: حرف مصدري يفيد التّعليل والتوكيد.

﴿تُشْرِكَ بِى﴾: أي حاولا صرفك عن طاعتي وعبادتي، أو أكرهاك على الشّرك.

﴿مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾: ما: للعاقل وغير العاقل، ليس: للنفي، به علم: أي لا تشرك شيئاً مهما كان من الشركاء سواء أتاك علم به أو لم يأتك.

﴿فَلَا تُطِعْهُمَا﴾: الفاء رابطة لجواب الشرط، لا: النّاهية، تطعهما: أي لا طاعة لمخلوق مهما كان في معصية الخالق. لا تطعهما في أيِّ أمر يخالف أمر الله ورسوله.

<<  <  ج: ص:  >  >>