﴿فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا﴾: أيْ: لا هؤلاء شكروا ولا هؤلاء صبروا وتضرعوا إلى الله ورجعوا إلى ربهم. إلا: أداة حصر، كفوراً: صيغة مبالغة كثيرو الكفر.
فأبى أكثر النّاس: أيْ: هناك القليل الّذين تذكَّروا وشكروا وصبروا والكثير منهم جحدوا بنعمة الله تعالى، ونسبوا المطر إلى غير الله تعالى وغيرهم لم يصبروا على الابتلاء ولم يدعوا ربهم.
﴿شِئْنَا لَبَعَثْنَا﴾: اللام: للتوكيد، بعثنا: وأرسلنا. ارجع إلى سورة البقرة آية (١١٩) لبيان معنى بعثنا وأرسلنا والفرق بينهما. ﴿فِى كُلِّ قَرْيَةٍ﴾.
﴿نَّذِيرًا﴾: ليبلغ ويُعلم ويحذّر كلّ جماعة أو كلّ فرد في تلك القرية. نذيراً من الإنذار وهو الإعلام والتحذير والتخويف.
والسؤال هنا: كيف نجمع بين قوله تعالى: ﴿وَإِنْ مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ﴾ [فاطر: ٢٤]، وهذه الآية؟
نقول: آية الفرقان جاءت بخصوص رسول الله ﷺ؛ أي: لو شئنا لبعثنا في كل قرية التي حولك نذيراً كي نخفف عليك من أعباء الرسالة، ولكن بعثناك إلى جميع القرى؛ لعظم كرامتك ونشأتك وأجرك وأرسلناك مبشراً ونذيراً لكافة القرى.