للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقدَّم أحياء الأرض الميتة والأنعام على الأناسي؛ لأن حياة الأناسي تعتمد على الغذاء، والغذاء يستمد من الأرض ومن الأنعام، وحياة الأرض والأنعام تعتمد على الماء أو السُّقيا، والسُّقيا تعتمد على ماء المطر، وما يقوم به الإنسان في توفير الماء لها، ولم خصَّ الأنعام عن غيرها؟ لأن غيرها من الحيوانات يمكن أن تحصل على الماء بنفسها من دون الاعتماد على البشر.

وهناك فرق بين سقاه وأسقاه.

سقاه: تعني ناوله ما يشربه الآن.

أسقاه: أعدَّ له ما يستقي منه ولم يشرب بعد. فالآية لا تتحدث عن خزن الماء، وإنما عن استعماله الآن.

سورة الفرقان [٢٥: ٥٠]

﴿وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا﴾:

﴿وَلَقَدْ﴾: اللام: لام التوكيد، قد: للتحقيق.

﴿صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ﴾: أيْ: الماء (المطر) صرفناه: من التصريف والتغيير، بينهم: بلاد فيها مطر خفيف وبلاد فيها مطر غزير، وبلاد تشكو من الجفاف والجدب، وبلاد أو أرض خصبة غنَّاء، ورغم ذلك تبقى كمية الماء ثابتة لا تتغير. ارجع إلى سورة المؤمنون آية (١٨) للبيان المفصل.

﴿لِيَذَّكَّرُوا﴾: اللام لام التعليل، يذكروا: تلك النعمة فالذين أصابهم المطر الغزير وأخصبت أرضهم؛ ليذكروا نعمة الله عليهم فيشكروه ويحمدوه.

وأما الّذين مُنع عنهم المطر فيذَّكَّرون ربهم ويتضرعون إليه ويدعونه أن يُنزل عليهم الغيث (صلاة الاستسقاء) ويبادروا بالتوبة والرجوع إليه ويصبروا على هذه المحنة والبلاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>