﴿وَلَوْلَا﴾: الواو عاطفة، ولولا: حرف امتناع لوجود، والجواب محذوف؛ حتّى يدخل في الجواب كلّ احتمال وعاقبة مثل: ولولا فضل الله ورحمته لفضحكم أو لتفاقمت العداوة أو عاجلكم بالعقوبة، والانتقال إلى صيغة المخاطب ﴿عَلَيْكُمْ﴾ أتم وأكمل من صيغة الغيبة.
﴿فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ﴾: والفضل: ارجع إلى الآية (٢٦٨) من سورة البقرة للبيان، والرّحمة: الوقاية من الوقوع في الذّنب والإثم.
﴿وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ﴾: توّاب يقبل توبة التّائب ولو كرر المعصية بدون عمد؛ أي: كثير قبول التّوبة، إذا توافرت فيها أركان التّوبة.
﴿تَوَّابٌ﴾: لأنّه ذكر قبلها الزّنى والقذف وناسب ذلك الختم بالتّوبة، فمن يرتكب تلك الفواحش لابدَّ له أن يتوب.
﴿حَكِيمٌ﴾ لأنه شرع حكم اللعان والغضب بدلاً من الجلد والرجم؛ أي: شرع العقوبة المترتبة على تلك الأعمال بحيث تناسب الجرم المرتكب، وأن يكون الحكم عادلاً فذلك يتطلب الحكمة، حكيم: مشتق من: الحُكم والحكمة، من الحكم فالله أحكم الحاكمين، من: الحكمة، فهو أحكم الحكماء فيما شرع لعباده من الأحكام والحدود والفرائض.