للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عذاب أليم. ارجع إلى سورة الرعد آية (٣٢) لمقارنة فكيف كان نكير، وكيف كان عقاب.

سورة الحج [٢٢: ٤٥]

﴿فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِىَ ظَالِمَةٌ فَهِىَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ﴾:

﴿فَكَأَيِّنْ﴾: الفاء: استئنافية، كأيّن: مركبة من (كاف) التّشبيه و (أي) الاستغراقية، تفيد التّكثير (مثل كم الخبرية)، وتفيد الاستفهام والتّفخيم. ارجع إلى سورة آل عمران آية (١٤٦) لمزيد من البيان.

﴿مِنْ قَرْيَةٍ﴾: من الابتدائية، قرية: تعني أهل القرية، وهي أصغر من المدينة، قرية: نكرة؛ تعني: أيّ قرية.

﴿أَهْلَكْنَاهَا وَهِىَ ظَالِمَةٌ﴾: انظر: هذه الآية تشير إلى أمرين: الأول: استعمال فكأين (فيها؛ أي: التي تشير إلى الكثرة). الثاني: أهلكناها وهي ظالمة بدون ذكر أي إمهال؛ أي: انظر إلى كثرة القرى التي أهلكناها بدون تأخير أو إمهال؛ أهلكناها بسبب ظلم أهلها وكفرهم وتكذيبهم، وارتكابهم المعاصي والشّرك والطّغيان، أهلكناها: من الهلاك؛ يعني: الموت أو زوال السلطان أو إهلاك الحرث والنسل، فالهلاك قد يصيب الإنسان والحيوان والزرع والقرى. وليس بالضرورة يعني العقاب. ارجع إلى الأعراف آية (٤) لمزيد من البيان.

﴿فَهِىَ خَاوِيَةٌ عَلَى﴾: بعد إهلاك وقتل أفرادها، فهي: (هي) ضمير يفيد التّوكيد، بقيت غير مسكونة من بعدهم إلى أن سقطت سقوف أبنيتها ثمّ تلتها الجدران، خاوية: ساقطة أو خاوية من السّكان، على عروشها: سقوفها وجدرانها.

<<  <  ج: ص:  >  >>