للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ﴾: بئر مهجورة متروكة معطلة بسبب موت أهلها، مما أدى إلى غور مائها وذهابه، ولا زالت آثار البئر قائمة.

﴿وَقَصْرٍ مَشِيدٍ﴾: أصل الشّيد: الجِصّ، قصر مجصّص، ومعطّل: غير مسكون خالٍ من ساكنيه، ولم يذكر في هذه الآية أنّه أملى لهذه القرى؛ لأنّه قال تعالى في الآية السّابقة: ﴿فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ﴾.

سورة الحج [٢٢: ٤٦]

﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِى الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِى فِى الصُّدُورِ﴾:

﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِى الْأَرْضِ﴾: أفلم: الهمزة للاستفهام والتّعجب والتّوبيخ، والفاء للتوكيد بمعنى الأمر؛ أي: لِمَ لا يسير كفار مكة الّذين كذّبوا رسول الله . يسيروا في الأرض: أي يسافروا في الأرض إلى ديار قوم صالح وقوم لوط وقوم هود وغيرها؛ للسياحة والاعتبار ليجدوا ديارهم خالية وآبارهم معطلة ومنازلهم خاوية على عروشها.

فيدركون بعقولهم أنّ تكذيبهم لنبيّهم قد يسبب لهم هلاكهم كما حدث لهذه الأقوام، ويسمعون بآذانهم أخبار من سبقهم من الأمم.

﴿فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا﴾: القلوب قيل: هي العقول؛ لأنّ التفكير يكون بالعقل ولولا القلب لتعطل العقل؛ لأنّه يضخ الدّم للعقل، وكذلك هناك اتصال بين المخ والقلب بواسطة اللنف والمجال الكهربائي والأعصاب وغيره، وعضلة القلب فيها خلايا تسمى كارديوميوسايت في البطينة والأذينة وفيها مستقبلات تسمى ادرينورجك، وخلايا عصبية لها شأن في الذاكرة والعاطفة

<<  <  ج: ص:  >  >>