للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا﴾: فيها: في هذه الأماكن الأربعة، يُذكر اسم الله كثيراً بالصّلاة والدّعاء والخطب والدّروس، وهذا التّرتيب قد يكون من الأدنى إلى الأعلى بالدّرجة، أو الأقل إلى الأكثر عُمّاراً وعُبّاداً.

﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ﴾: الواو استئنافية، لينصرن: اللام لام التّوكيد، ينصرن: فيها نون التّوكيد، ينصرن بالغلبة والنّصر وكسب المعركة، أو بالشّهادة والقتل في سبيل الله ونيل الحسنى، ولينصرن الله من ينصر دينه ورسله والمؤمنين والمظلومين والضّعفاء، والّذين يعملون على إعلاء كلمة الله؛ لتكون هي العليا وكلمة الّذين كفروا هي السفلى.

﴿إِنَّ اللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ﴾: إنّ للتوكيد، لقوي: اللام للتوكيد، قوي: لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السّموات ولا يفوته شيء، عزيز: له عزة القهر والغلبة والقوة، لا يُقهر ولا يُغلب، وله عزةُ الامتناع لا يحتاج إلى أحد من عباده، ولا يناله أحد بأي مكروه، أو سوء، وله عزة العظمة.

لنقارن آية البقرة (٢٥١) قوله تعالى: ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾.

مع هذه الآية (٤٠) من سورة الحج: ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا﴾.

نجد آية البقرة جاءت تعقيباً على فرضية الجهاد على بني إسرائيل: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِى إِسْرَاءِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِىٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ﴾.

<<  <  ج: ص:  >  >>