ومن هنا جاء الإذن بالقتال، وقد أوضحت الآيات الحكمة من مشروعية القتال وأسبابه، ومنها: إخراج المؤمنين من ديارهم وسلب ممتلكاتهم، وإيذاؤهم وطردهم من أوطانهم بسبب دينهم وإسلامهم والدّفاع عن مقدساتهم ودور العبادة، وكذلك حماية المستضعفين من الرّجال والنّساء والولدان، وكذلك عدم تمكن المؤمنين من ممارسة شرائع دينهم والعبادة.
﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ﴾ لولا: حرف امتناع لوجود (الدّفع)؛ أي: ولولا الدّفع لهدّمت صوامع، فما هو الدّفع: الدّفع: هو الدّفاع أو القتال في سبيل الله تعالى.
ومعناه: لولا دفع الله المشركين بالمسلمين لغلب المشركون في الأرض وأفسدوا فيها وأهلكوا الحرث والنسل، وهدّمت دور العبادة من صوامع وبِيَع وصلوات ومساجد، أو: لولا أنّ الله يدفع الكافر بالمؤمن والعاصي بالطّائع، ويدفع الباطل بالحق، لفسدت الأرض ومن عليها ولهدّمت.
﴿صَوَامِعُ﴾: معابد وأديرة الرّهبان.
﴿وَبِيَعٌ﴾: كنائس النّصارى.
﴿وَصَلَوَاتٌ﴾: كنائس اليهود (مشتقة من الصّلاة).
﴿وَمَسَاجِدُ﴾: أي: بيوت الله المخصصة للعبادة. والمسجد: هو دار عبادة المسلمين، والذي تقام فيه الصلوات الخمس، وصلاة الجمعة المفروضة وغيرها، ويطلق عليه اسم جامع، والاسم مسجد مشتق من السجود، والجامع مشتق من صلاة الجمعة، أو لكونه يجمع الناس.