للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والخطأ هنا أن نظن أنّ قوله تعالى بما أنّ كثيراً من النّاس يسجد، يجب أن لا يحق عليه العذاب، فكيف قال تعالى حق عليهم العذاب.

﴿وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ﴾: ومن يهن الله بالخزي والشقاء والعذاب، والخلود في النّار.

﴿فَمَا لَهُ مِنْ مُّكْرِمٍ﴾: الفاء: للتوكيد، فما له من يخلّصه من العذاب، أو يُعزّه أو يشفع له؛ لأنّ العزة لله جميعاً. مكرم: اسم فاعل من: أكرم.

﴿إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ﴾: من الخلق والإحياء والموت والرزق والفقر والإهانة والإكرام، والسعادة والشقاء، والعز والذل.

من مشيئة الله تعالى إذا شاء أكرم عبده، أو إذا شاء أذله وأهانه هذه المشيئة ملزمة؛ أي: واقعة لا تتغير؛ أي: واجبة وليست كالإرادة.

والإكرام مرتبط بتقوى العبد وطاعته وإحسانه وقربه من الله تعالى.

والإهانة مرتبطة بالكفر والشّرك والمعصية والابتعاد عن جنب الله تعالى. ارجع إلى الآية (١٤) من نفس السورة لمزيد من البيان.

سورة الحج [٢٢: ١٩]

﴿هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِى رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَّارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ﴾:

أسباب النّزول: كما روي عن ابن عبّاس: نزلت في أهل الكتاب قالوا للمؤمنين: نحن أولى بالله منكم وأقدم كتاباً، ونبينا قبل نبيكم. فقال المؤمنون: نحن أحق بالله؛ آمنّا بمحمّد ونبيكم وبما أنزل الله من كتاب. وقيل: كما روى البخاري عن أبي ذر نزلت في حمزة وعبيدة وعلي بن أبي طالب وعتبة وشيبة والوليد بن عتبة حين تبارزوا للقتال يوم بدر. وقيل: إنّها تعني جميع المؤمنين والكفار، وهذا ما ذهب إليه مجاهد وعطاء. رواه الطبري.

<<  <  ج: ص:  >  >>