للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿هَذَانِ خَصْمَانِ﴾: اختصموا في ربهم، خصمان: لا تعني اثنين، بل هما جمعان أو فريقان، والمراد بهما المؤمنون والكافرون، والدّليل على ذلك قوله: اختصموا في ربهم، ولم يقل اختصما بالتّثنية، والخصم يطلق على الواحد أو الجماعة أو الاثنين. فاسم الإشارة يفيد التثنية، ولمعرفة العدد جاء بضمير الجمع.

﴿اخْتَصَمُوا فِى رَبِّهِمْ﴾: الخصم هو من يعارض غيره في الرّأي ويتعصب لرأيه، كلٌّ يدّعي أنّه على الحق أو على الصّواب، في ربهم: في دين ربهم، أو صفات ربهم، أو في البعث، أو آيات الله. حين قال بعض أهل الكتاب للمؤمنين: نحن أحق بالله منكم ونحن أقدم منكم كتاباً، ونبينا قبل نبيكم، وكفرتم حسداً من عندكم، فالله يفصل بينهم يوم القيامة، كما قال سبحانه في الآية (١٧) من السّورة نفسها: ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدٌ﴾ وكفى بالله شهيداً، فلا داعي لتكرار ذلك وبين جزاء كلٍّ من الفريقين.

﴿فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَّارٍ﴾: قطّعت: جاءت بصيغة الماضي، وهذا يدل على أنّ هذا التّقطيع واقع لا محالة؛ أي: كأنّه وقع وانتهى، قطّعت: فصّلت، أو قطعت لهم ثياب من نار على قدر أجسادهم، فليست فضفاضة ومتسعة مريحة؛ حتّى تحيط بهم إحاطة الثّوب بلابسه، وكذلك قطعت تعني أُعدت بسرعة بدون تأخير.

﴿يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ﴾: الحميم: الماء البالغ منتهى الحرارة، الماء المغلي. من فوق رؤوسهم: من تعني: هم واقفون تحت الماء مباشرة ويصب الماء فوق رؤوسهم.

سورة الحج [٢٢: ٢٠]

﴿يُصْهَرُ بِهِ مَا فِى بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ﴾:

﴿يُصْهَرُ﴾: أي: بالماء الحميم.

<<  <  ج: ص:  >  >>