﴿ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾: ذلك اسم إشارة، واللام للبعد، الخسران المبين: الواضح لكلّ فرد، وكلّ فرد يقرّ ويعترف بأنّه خسران، خسران ظاهر لا يحتاج إلى شرح أو تبيان.
وهناك فرق بين الخُسر وخساراً وخسران:
١ - الخُسر: يستعمل لعموم الخسارة أو مطلق الخسارة.
٢ - خساراً: الزّيادة في الخسارة كقوله تعالى في سورة فاطر آية (٣٩): ﴿وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا﴾. وكقوله تعالى: ﴿وَاتَّبَعُوا مَنْ لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا﴾ [نوح: ٢١].
٣ - الخسران: هو أكبر الخسارة وأعظمها وأشدها.
انتبه إلى قوله: ﴿فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ﴾ ولم يقل فإن أصاب خيراً؛ أي: الخير هو الّذي أصابه وجاء يبحث عنه، فالرّزق يبحث عن صاحبه، بقدر ما يبحث صاحب الرّزق عن رزقه.
وقال: فإن أصابه خير، وإن أصابته فتنة، ولم يقل شر (مقابل الخير) الفتنة قد تكون بالخير أو بالشر، فإذا فاز كانت الفتنة خيراً له.
﴿يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾: تعود على الّذي يعبد الله على حرف، يدعو من دون الله: أي: يعبد غير الله، أو سوى الله، صنماً أو غير صنم؛ ليشفع له أو يقرّبه عند الله زلفى.
﴿مَا لَا يَضُرُّهُ﴾: ما اسم لغير العاقل، لا النّافية، يضره؛ أي: ما لا يضره إن لم يعبده.