(أي عبد) فهو ليس بظلام، ونفي المبالغة كناية عن نفي أصله، فلو كان ظلاماً لكان ظالماً؛ فهو نفي كلا الأمرين فهو ليس بظالم لأيّ عبد ولا بظلّام للعبيد، وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ﴾ [النساء: ٤٠]، وقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا﴾ [يونس: ٤٤]. ارجع إلى سورة آل عمران آية (١٨٢) لمزيد من البيان. وقد وردت هذه الآية أيضاً في سورة الأنفال آية (٥١)، وسورة الحج آية (١٠)، وسورة فصلت (٤٦).
﴿وَمِنَ النَّاسِ﴾: الواو استئنافية، (من) الأولى ابتدائية بعضية.
﴿مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ﴾:(من) الثّانية اسم موصول بمعنى الذي.
يعبد الله على حرف: الحرف: أي الحافة، اسم لطرف الشّيء؛ أي: يقف على طرف الحافة مضطرباً غير ثابت، وهذا حال المنافق.
﴿فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ﴾: إن شرطية تفيد الاحتمال. أصابه خير: مثل غنيمة أو مال أو عافية أو منفعة دنيوية.
﴿اطْمَأَنَّ بِهِ﴾: يثبت على دينه، وسكنت نفسه إلى الإسلام ورضي به.
﴿وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ﴾: فتنة: شر، أو مكروه في أهله أو ماله، أو هزيمة أو خسارة أو مرض بسبب إسلامه.
﴿انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ﴾: ارتدّ عن دينه كما يفعل المنافق ورجع إلى الكفر، أو أصبح عاصياً أو توقف عن عبادة ربه، خسر الدّنيا والآخرة فلا حظّ له في الدّنيا ولا في الآخرة خسر كلاهما.