(لكي) مفصولة عن (لا)، بينما في سورة الحج الآية تتحدث عن أمر واحد هو فقد الذاكرة للأشياء القريبة فقط، ولذلك جاءت (لكيلا) متصلة أو كلمة واحدة.
﴿وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾: هذا برهان آخر على البعث، وترى الأرض هامدة: قبل نزول الماء غير مهتزة غير متحركة، كأنّها جافة يابسة؛ لعدم وجود الماء، فإذا أنزلنا الماء؛ أي: ماء المطر الّذي بدأ من تبخر مياه البحار والمحيطات واليابسة وغيرها ويقدر بـ (٦٠٠، ٠٠٠ كم مكعب)، سنوياً، تحمله الرّياح فتشكل السّحب، وبعد تلقيح هذه السّحب برياح تحمل هباءات الغبار، تتشكل السّحب الركامية الّتي تنزل المطر. ارجع إلى سورة المؤمنون آية (١٨) وسورة يس آية (٣٣) لمزيد من البيان.
﴿اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ﴾: نزول الماء يؤدي إلى إثارة المعادن المختلفة المكونة لطبقة التّربة من الصّلصال، والحديد والألمنيوم والمغنيسيوم والكالسيوم والصّوديوم الّتي تحمل على سطحها شحنات كهربائية مختلفة، ونزول الماء واتحاده بهذه العناصر المعدنية يؤدي إلى عملية التأيّن: تأيّن الشوارد، مما يؤدي إلى دخول الماء في تلك العناصر، مما يؤدي إلى انتفاخها أو زيادة سمكها وحجمها، هذه المعادن قد تتشكل على شكل صفائح مترابطة منها بأربطة هيدروجينة تمنع دخول الماء إليها بحسب التّربة. وللتربة أنواع مختلفة:(التّربة الصلصالية والطّمية والرّملية والحصية) منها ما ينتفخ ويربو ومنها ما لا يتأثر.
ولا ننسى مكونات التّربة من المواد العضوية المتحللة والبكتريا والطّحالب والفطريات، الّتي تتفاعل كذلك مع الماء، وحين تربو التّربة فهي ترقُّ رقة شديدة وتنشقُّ؛ لتصبح طريقاً سهلاً للسويقة الخارجة من البذرة والجذور الّتي تمتد إلى الأسفل؛ لتمتص الماء وبقية المعادن الهامة في تشكيل الحبوب الأخرى أو