للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الّتي قُدّر لَها أن تكون جنيناً ذكراً أو أنثى حتّى يكتمل إلى أن يولد، إلى أجل مسمى: حين ولادته، أو نسقطه ميتاً قبل ولادته.

﴿ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا﴾: ثمّ تفيد التّرتيب والتّراخي في الزّمن، نخرجكم: بصيغة الجمع، وطفلاً بصيغة المفرد ولم يقل أطفالاً؛ لأنّ الطّفل أو الأطفال في هذه المرحلة لهم الصّفات نفسها، فذِكر الواحد يغني عن ذكر الجمع، وطفلاً: اسم جنس يشمل المفرد والمثنى والجمع.

﴿ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ﴾: ثمّ للترتيب والتّراخي في الزّمن، اللام: لام التّعليل والتّوكيد، فهي إضمار تقديره: ثمّ نعمّركم لتبلغوا أشدكم، أشدكم: كمال العقل والقوة، وقيل: هو ما بين الثّلاثين إلى الأربعين سنة أو (١٥ - ٣٠).

﴿وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى﴾: قبل بلوغ الأشد.

﴿وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ﴾: أردؤه حين تظهر عليه علامات الخرف والضّعف والهرم ويعود مثل زمن الطّفولة.

﴿لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا﴾: يفقد الذاكرة للأشياء القريبة؛ أي: ينسى الأمور الّتي جرت معه منذ ساعات أو زمن قريب، ولا يستطيع التّعلم؛ لكونه ينسى ما يتعلّمه بنفسه أو من الآخرين، ويصبح غير قادر على الحفظ والإحصاء وغير قابل للتّفكر والتّدبر، ولا بد من مقارنة هذه الآية مع قوله تعالى في سورة النحل آية (٧٠) ﴿وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَىْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا﴾. ارجع إلى سورة النّحل آية (٧٠) للمقارنة. وانتبه إلى كلمة (لكيلا) في هذه الآية، وفي آية النحل (لكي لا): فهو فصل (لكي) عن (لا)؛ لأن آية النحل تتحدث عن فقد الذاكرة للأشياء القريبة والبعيدة فهي تشمل أمرين لذلك فصل بينهما وجاءت

<<  <  ج: ص:  >  >>