﴿بِالْحِكْمَةِ﴾: لها تعريفات كثيرة منها: هي إصابة الحق بالعلم، والعقل، وقد تعني: النّبوَّة والرّسالة.
وقيل: هي القرآن، أو الفقه في الدِّين، ومعرفة الأحكام، والتّفسير، والتّأويل، وتطلق على الحق، وعلى البصيرة، والإصابة في القول والفعل.
وقيل: هي القول المناسب في الوقت المناسب، والأسلوب المناسب. وقد تعني: مزيج من كلّ هذه التّعاريف؛ أي: الصّواب، والسّداد، والحق، والعلم، والعدل، والحلم، والقرآن، والسّنة، والباء بالحكمة تعني: باء الإلصاق، والاستعانة.
﴿وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾: والموعظة: مأخوذة من الوعظ، وهو زجر مقترن بتخويف.
وقيل: التّذكير بالخير بأسلوب التّرغيب، والتّرهيب، والموعظة تشمل: القول، والفعل، والنّصح بالطّاعة، والعمل الصّالح، والإرشاد إلى الخير، والتّذكير بالثّواب، والعقاب، والتّحذير، والنّهي. ارجع إلى سورة البقرة، آية (٢٠١)؛ لمعرفة معنى الحسنة.
﴿وَجَادِلْهُم بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ﴾: أي: الدّعوة تكون بالحكمة، والموعظة الحسنة أوّلاً وأخيراً؛ أيْ: مقصورة أوّلاً على الحكمة، والموعظة الحسنة، والجدال يضاف إلى وسائل الدّعوة إذا لزم الأمر واحتيج إليه، وعندها فليكن بالّتي هي أحسن.
والجدال: مشتق من الجَدْل: أصلها الفتل؛ فتل الحبل، واصطلاحاً: هو حوار بين طرفين، أو أطراف؛ لإثبات حق، أو إظهار حُجَّة، أو دفع شبهة،